القارعة: القيامة. كالطامة، ، والصاخة، والحاقة، والغاشية. والقارعة توحي بالقرع واللطم، فهي تقرع القلوب بهولها.
والسورة كلها عن هذه القارعة. حقيقتها. وما يقع فيها. وما تنتهي إليه.. فهي تعرض مشهداً من مشاهد القيامة
والمشهد المعروض هنا مشهد هول تتناول آثاره الناس والجبال. فيبدو الناس في ظله صغاراً ضئالاً على كثرتهم : فهم (كالفراش المبثوث ) مستطارون مستخفون في حيرة الفراش الذي يتهافت على الهلاك، وهو لايملك لنفسه وجهة . ولا يعرف له هدفاً ! وتبدو الجبال التي كانت ثابتة راسخة كالصوف المنفوش تتقاذفه الرياح وتعبث يه حتى الأنسام ! فمن تناسق التصوير أن تسمى القيامة بالقارعة، فيتسق الظل الذي يلقيه اللفظ، والجرس الذي تشترك فيه حروفه كلها، مع آثار القارعة في الناس والجبال سواء ! وتلقي إيحاءها للقلب والمشاعر، تمهيداً لما ينتهي إليه المشهد من حساب وجزاء !
ومشهد القارعة.مشهد تطير له القلوب شعاعاً، وترتجف منه الأوصال ارتجافاً. ويحس السامع كأن كل شيء بتشبت به في الأرض قد طار حوله هباء ! ثم تجيء الخاتمه للناس جميعاً .
(فأمه هاوية) هذه هي أم الذي خفت موازينه ! أمه التي يفيء إلبها ويأوي ! والأم عندها الأمن والراحة. فماذا هو واجد عند أمه هذه.. الهاوية.. النار.. الحامية ! !
إنها مفاجأة تعبيرية تمثل الحقيقة القاسية !
المصدر : في ظلال القرآن - سيد قطب.
و طبق بعض المراجع اي انها يتنتمي إلى السور الذي ليس سبب خاص لنزوله..